آســــــلاكـ شآآئــكــهــ

كثيراً ما أحاول القفز من فوق الأسوار ... وأرفض الدخول من الأبواب .... لعل ذلك بدأته منذ صغري
واستمتعت فيه فاستمر معي حتى الكبر ... حتى كدت أن أرفض كل الأبواب ... ولعلي لا زلت في
داخلي ابحث عن مدينة تحيط بها ألأسوار كإحاطة سوار من الألماس وضعها محب على معصم أنثى عاشقة ...
فلسفتي تظن ـ بل تؤكدـ أنهم شرعوا الأبواب لكل من يرغب الدخول من أقصر الطرق ..
أما أنا فأعشق أطول وأصعب الطرق... كم كنت أتمنى لو كان لمدينتي سور ولم يكن لبيوتها أبواب .....
مرات كثيرة أعيش فكرتي المجنونة هذه ...
بل أحلم أحياناً أن يكون فوق ذلك السور أسلاكاً شائكة !!
في أحلامي لا يعيش البسطاء ... ومديني لا يدخلها الضعفاء ... أسوارها محصنة ... وأسلاكها
شائكة ... على جدرانها أعيش الحب بين حروفي وأقلامي المصنوعة من بقايا جمر انتظاري لها
في ليلة باردة ... فأرسمها بيدً ترتجف وأعيشها بقلبٍ يخفق ...
ارسمها بين الأحجار.... يفوح عطرها ..... تنظر فارسها.... يقفز لها من فوق الأسوار ....
مدينتي هي منتدى... للعاشقين ... وأي عاشقين ؟ .... إنها للحالمين !!!
في ضوءها الخافت... على دموعٍ دافئة تتساقط من شموع ناحلة .... وتحت أسوارها العالية ينام
الحب بين أنامل رقيقة ..... وشعر غجري .... ليصحو من غدٍ أكثر عنفواناً وأكبر مساحة !!!
كم هو جميل أن تصل لوحدك ....حينها تحتفل بالانتصار على ذاتك وعلى الآخرين بطريقتك
المحببة .... فالوصول لمدينتي أصعب من أن تتوقعه ...فهو يتطلب تضحية .... وما أجمل أن تضحي
لتصل لـ ( قلبك ) ...عندما وصلت هناك توقفت لأرسم علامة النصر تحت جدار يحيط بملكوت قلبي
من جميع الجهات !!! أحياناً يبرز في داخلي السؤال المخيف هل كل أنثى تستحق التضحية ؟
هنا أحاول تغيير مساري وأفكاري وأواصل تسلق جدران مدينتي
الشتاء يلف أسوار المدينة .... ودفء مشاعري استعداداً للقاء ينتصر على برودة أجوائها ...
فأشعر وكأن ( آب ) قد سكن جسمي قبل أن يسكن مدينتي !!! ويرفض أن يغادرنا قبل أن
يرسم ( سمار ) ملامحها في ذاكرته وذاكرتي التي لا أظنهما تتسعان إلا لها !! الوقت يمضي
وأنا أتجاوز أسلاكها الشائكة ها أنا أصل إلى نهاية الطريق ... أتوقف ؟ أسير ؟ سؤال لا يجيب
عليه سوى مدينتي !!!